Hayomty المشرف العام
عدد المساهمات : 92 تاريخ التسجيل : 24/08/2011
| موضوع: * لا تتسرع * الثلاثاء 15 نوفمبر 2011, 7:55 pm | |
| يروى في قديم الأخبار أنه كان في أحد الأقطار .. خياط هو معينُ اسرته بعد وفاة والده ووالدته .. وكان يحيطهم بعناية ويبذل لهم أشد الرعاية .. وما بخل عليهم يومًا بل كان لهم أبًا وأُمًا .. وكان فيهم البنات والصبيان .. ونشأوا حتى صاروا من الشابات والشبان .. وزوّجهم واطمأن على كل فرد وسعد بما يسر لهم من الرغد والسعد .. وكان هو لم يتزوج بعد .. فاهتم إخوته أن يسعوا له بزوجة تؤنسه وتحمل له البهجة .. فزوجوه امرأة عاقلة اسمها زهرة اسس معها من جديد أسرة .. فقد ولدت له غلامًا طيبًا فصار من يومها بحقٍ أبًا .. وكان يعيش معهم في البيت هرٌّ أليف .. أنيس المجلس وصاحب طريف .. يلاعب الطفل والجميع وهو في طرد الذباب سريع .. فأحبه الكل لا سيما الطفل .. وفي يومٍ من الأيام كان الخياط في بيته يلاعب الغلام .. وكانت زوجته خرجت لتتبضع بعض المآكل ومن الفاكهة ما تنّوع .. إذ أقبل رسول من عند الأمير يقول تعال معي يا خياط إلى الأمير في البلاط .. فإنه يريد خياطة جبة وعمامة يهديها للملك محبة وكرامة .. والتفت الخياط إلى ابنه فرءاه نائمًا والهر عند سريره كالحارس قائمًا .. فاطمأن الخياط وخرج وأقفل الباب من غير حرج .. وفجأة خرجت من شق الجدار حية سوداء قادمة من الجدار .. حية سوداء قادمة بالأخطار .. لها هديرٌ وفحيح كأنها ثورٌ ذبيح .. وإذا بها تقترب من الغلام وهو مازال من النيام .. فإذا بالهر يسمع فيقفز كالغزال بل أسرع .. فيصل إليها فتشعر به فيهجم عليها .. وبرزت مخالبه وانيابه وكشف عنها كأنه طار صوابه .. فتراجع الهر إلى الخلف ثم هجم كأنه ضربة سيف .. وعض على رقبتها بشدة وغرز أنيابه فيها بحدّة .. ثم عملت مخالبه على خمشها وتمزيقها ومن ثم على تقطيعها وتفريقها .. وأروى الهر غليله بعد معركة طويلة .. وتلوثت دائرة فمه من دم الحية ودمه .. وفجأة سمع الهر صوت فتح الباب فأسرع لينظر صاحبه الذي أتى بعد طول غياب .. فدخل الأب كالمعتاد واستقبله الهر بفرحٍ ووداد .. وكأنه يريد اخباره بإنقاذ طفله وحمايته لأهله .. ولكن حصل عكس مانتوقع ونفكر إذا كان دم الحية على فم الهر .. فظن الوالد أن الهر قتل غلامه فغضب غضبًا زاد إيلامه .. وركل الهر برجله وهم بدوسه وقتله .. لولا أن سمع بكاء الولد فتعجب والتفت وارتعد .. فرأى ولده حيًا يرزق وحوله لحم الحية الممزق .. فأدرك ماحصل فتأسف على مافعل .. وإذا بالأم تأتي فترى وتجد المنزل معتكرًا فسألت وعرفت ماجرى .. وسارعت إلى الهر المتألم تحمله بين يديها تتمتم .. وساعدها زوجها بحمله وقد كان أن يهم بقتله .. فعاتبته على تسرعه في حكمه .. وعلى بناء الأمر على وهمه .. وبعد أيام عاد الأنس والوئام .. واستعاد الهر عافيته وأعاد الوالد ملاعبته ومداعبته
أرق تحياتى .
| |
|